تبادل الاتهامات بين روسيا و الغرب حول أزمة الحبوب
تتبادل روسيا والغرب الاتهامات بشأن المسؤولية عن تعثر تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود برعاية أممية ووساطة تركية، والذي انتهى أجله الاثنين الماضي، لتتصاعد مباعث القلق حول العالم بشأن الأمن الغذائي.
في غضون ذلك، ارتفعت أسعار القمح بحدة في الأسواق، اليوم الخميس، غداة إعلان موسكو أنها ستتعامل مع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية كأهداف عسكرية، حسبما نقلت هيئة البث البريطانية “بي بي سي”.
وبحسب موقع “إنفستينغ”، يتبين أنّ سعر القمح ارتفع منذ انتهاء أجل اتفاق إسطنبول، يوم الاثنين الماضي، وحتى الآن من نحو 650 دولاراً أميركياً إلى 727.5 دولاراً الساعة 11:30 تقريبا بتوقيت غرينتش، بزيادة مقدارها 77.5 دولاراً ونسبتها تناهز 12%.
فبعد أيام من إعلان الكرملين تعليق مشاركة موسكو في اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، أبدى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، للصحافيين قبل توجهه لاجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، اليوم الخميس، اعتقاده بأنّ موسكو هي المسؤولة عن أزمة إمدادات غذاء عالمية كبيرة، مضيفاً: “ما نعلمه بالفعل هو أنّ ذلك من شأنه أن يتسبب في أزمة غذاء كبيرة وضخمة في العالم”.
وفي السياق، اتهم بوريل روسيا أيضاً بتعمّد مهاجمة منشآت تخزين الحبوب الأوكرانية في مدينة أوديسا الساحلية جنوبي أوكرانيا، وهو ما قال إنه سيعمّق الأزمة الغذائية.
وجاءت تصريحات بوريل غداة اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، الدول الغربية بتحريف اتفاق الحبوب في البحر الأسود لتحقيق مصالحها الخاصة، لكنه قال إنّ روسيا ستعود للاتفاق “على الفور” إذا لبيت كل شروطها.
وقال بوتين: “في البداية، كان لجوهر ومعنى اتفاق الحبوب أهمية إنسانية هائلة”، لكنه استدرك بالقول: “أوهن الغرب هذا الجوهر تماماً وحرفه، وبدلاً من مساعدة البلدان المحتاجة حقاً، استخدم الغرب اتفاق الحبوب للابتزاز السياسي، وإضافة إلى ذلك، جعله أداة لإثراء الشركات العابرة للدول والمضاربين في السوق العالمية للحبوب”.