طالبة في قسم المسرح لرئيس الجامعة اللبنانية: لماذا نُمنع من الالتحاق بالدكتوراه دون وجه حق؟
بعد صدور قرار منعهم من الالتحاق بالدكتوراه من دون وجه حق، توجهت الطالبة ماريان صلماني بكتاب مفتوح الى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيّوب، عرضت فيه معاناتها ومعاناة من طاولهم قرار جائر لا يستند إلى أي مسوغ قانوني، وممن؟ من الجامعة اللبنانية الأم، وقد محضوها الحب والثقة، وقابلتهم بالإجحاف لتزيد من خيباتهم وتشرع أمامهم أبواب الهجرة.
لن ندلي برأينا كموقع ومنصة إعلامية، فالكتاب يشرح بدقة وتفصيل هذه المعاناة من طالبة حملت هموم زميلاتها وزملائها، في كلية الفنون الجميلة، وجاء فيه الآتي:
كتاب مفتوح الى حضرة رئيس الجامعة اللبنانية:
حضرة البروفسور فؤاد أيّوب رئيس الجامعة اللبنانية المحترم
تحيّة طيبة وبعد
أوجّه هذه الرسالة إلى حضرتكم بصفتي طالبة في الجامعة اللبنانية، متخرجة من قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة والعمارة، أحمل شهادتي الإجازة والماستر، وقد حصلت أعلى علامة في دفعتي في شهادة الماستر، ومن الطبيعي أن أتابع تحصيلي العلمي في جامعتي الأم، وبحسب نظام التعليم المعتمد (ل. م. د) الذي يعتبر الضمانة لنا بتمكننا من متابعة الدراسة بحسب المراسيم والقوانين المرعية الاجراء.
وعليه، وبعد أن قمت بكامل واجباتي وحصلت أفضل العلامات في اختصاصي، وقدمت رسالة بحثية تتألف من 120 صفحة تستوفي كل شروط ومعايير البحث العلمي، وتخرجت بمعدل٩٠/١٠٠، ولأنه من الطبيعي أن أكمل دراستي في الدكتوراه فقد جهزّت أوراقي المطلوبة وخطة للبحث استعداداً لتقديم طلب الدخول الى المعهد العالي للدكتوراه، لكني وكغيري من الزملاء الطلاب فوجئنا بقرار عميد المعهد العالي للدكتوراه بأنّه لا يحقّ لنا متابعة الدراسة لأننا نحمل ماستر مهني.
مع الاحترام الشديد للقرارات التي تصدر عن الجامعة وبموافقة رئاستكم، ولكن من حقنا كطلاب المطالبة بحقوقنا التي كفلها لنا الدستور والمراسيم والقوانين، ونجد أنه من الظلم أن نتحمل نحن الطلاب تداعيات مشكلة عدم وجود ماستر بحثي في كليتنا، ولسنا نحن المسؤولين عن هذا التقصير، فبأيّ حقّ أبدأ دراستي على أساس معيّن ثمّ أتفاجأ بعد انهاء دراستي بقرار يحرمني من حقّي في متابعة مسار كان يضمن لي مستقبلي في هذا المجال من دون سابق انذار، ومن دون توفّر البرنامج البديل المطلوب في الجامعة.
يبدأ الحديث في القرار الصادر عن العمادة بعبارة “عملًا بمبدأ العدالة والمساواة” فأين العدالة والمساواة بأنّ الطلاب الذين تخرجوا في السنة الفائتة من اختصاص الماستر (نفسه الذي تخرجتُ منه) في كلية الفنون قد استطاعوا الالتحاق بالدكتوراه أمّا أنا التي تخرّجت هذه السنة وبنتيجة مشرّفة وقدمت جهدًا كبيرًا أمنع من ذلك بدون حق، لقد اخترت الجامعة اللبنانية ولا أملك الثروة التي تخوّلني الدخول إلى جامعة خاصة لكي أتابع تحصيلي العلمي، فأين العدل بأنّ معهد الدكتوراه في جامعتي يستقبل هذا العام أصحاب شهادات الماستر من جامعات خاصة فقط، بحجة عدم وجود ماستر بحثي في جامعتنا.
الحجة المطروحة للقرار هي التحفيز على انشاء قسم ماستر بحثي في كليّة الفنون الجميلة، ونحن معها لكن كان يجب أن يصدر القرار بعد توفير البديل في الجامعة اللبنانية وليس قبله، فلا يقع الطالب ضحيّة عمليّة “التحفيز”.
أتمنّى من حضرتكم أن تأخذوا طلبي بعين الإعتبار فإنّنا كشباب كلّ ما نطمح له أن نبقى في هذا البلد ونحقّق فيه أحلامنا وأهمها اليوم حصولنا على شهادة الدكتوراه، وكلّ ما نرجوه أن تكون قراراتكم موضوعية ومنصفة بحقنا، فيكفينا ما نمر به من خيبات في هذا الوطن ولا يعقل أن تكون جامعتنا الأم مصدراً جديداً لخيبة جديدة لا ذنب لنا فيها الا انتمائنا اليها.
مع فائق الاحترام
وشكرًا جزيلًا لتفهّكم
ماريان صلماني