ريتا اسبر قصة فتاة عزمت على الاستمرار
كل منا يحلم بتحقيق ذاته وبلوغ مراكز عليا في الحياة. قد يتخلل ذلك العديد من الصعوبات، ولكن الإرادة دائمًا تصنع المستحيل، مع العزيمة القوية والإصرار والتصميم. من هذا المنطلق، كان لنا حديث مع سيدة صنعت من اللاشيء شيء، حوّلت ما يراه البعض “إعاقة” إلى إنتصار، أثبتت للعالم أجمع انه عندما يخلقك الله مختلف، فهو يدفعك بقوة ويحفزّك للإرتقاء نحو الأفضل.
1 نبذة عنBionics Lebanon.
“Bionics Lebanon”” هي شركة متخصصة بصناعة الأطراف الاصطناعية الإلكترونية المتحركة. يتمحور عمل الشركة حول صناعة أطراف بطريقة إحترافية ومميزة ،للأشخاص الذين ولدوا دون إحدى أطرافهم أو خسروها في حادث.
هذه الأطراف مصممة بطريقة سهلة الاستعمال، كل ما عليك هو الضغط على الزر ومن ثم سيعمل بالطريقة التي يتحرك بها، اي عندما يتحرك العضل او الذراع، يبدأ بالعمل حسب حركة اليد .
عندما تنتهي من استعماله تضغط على الزر لتطفئه ومن ثم يمكن ان تضعه على الشاحن.
علاوة على ذلك، هذا الجهاز مكفول وصيانته متوفرة ولا يحتاج إلى الشحن لأي بلد اخر.
2. كيف تستطيع الشركة مساعدة مبتوري الأطراف؟
تقوم الشركة بتصميم الأطراف بناءاً على رغبة الشخص، حيث تقوم بتصويره بتقنية ثلاثية الأبعاد وتصمم له الطرف المماثل للطرف الاخر. يختار الشخص الشكل و اللون و طريقة الاستعمال و ذلك يحول شعور النقص الى تميز.
وتساعد هذه الأطراف الأشخاص في حياتهم اليومية في الأكل و الشرب و الكتابة و العمل و اللعب و امساك الأكياس و الهاتف و الحقائب….
3. نطاق عمل الشركة(البلدان والمناطق)
هدف الشركة هو صناعة الأطراف بأسعار مدروسة لتكون بمتناول جميع فئات المجتمع ومختلف الأعمار وخاصة الأطفال الذين يحتاجون إلى هذه الأطراف ولا يستطيعون شرائها بسبب ثمنها الباهظ في الاسواق.
إضافة إلى ذلك، نطمح اليوم أن نتواجد في جميع الأسواق في مختلف المناطق وخاصة تلك التي تضم نسب عالية من العوائل الفقيرة جراء الهجرة والحروب.
بالاضافة إلى ذلك تقوم الجمعية بتقديم اطراف مجانية لمن لا يمتلك ثمنها وذلك من ارباح الشركة وبعض الأيادي البيضاء. وقد سميت الجمعية “Bionic Family” لتكون أسرة واحدة يساعد بعضها البعض، ولا تقتصر المساعدات على المادية فقط بل على التواجد جنب الأشخاص الذين لديهم اختلاف بالاطراف و دعمهم معنويا و نشر الوعي عن حالاتهم في المجتمع، والجمعية تكبر يوم بعد يوم، اذ انها لا تغطي البلدان العربية فحسب بل العالم اجمع.
4. كم من الوقت استغرقتِ لتقبل فكرة أنكِ ولدتِ دون ذراع؟
في البداية، لم اتمكن من استيعاب الامر حتى بدأت أفهم الحياة أكثر ، ورأيت من حولي يمتلكون يدين اثنين، إلا أنا يد واحدة. لم أتقبل الأمر إلا حينما بدأت الدراسة، وعندما تجاوزت الـ”25″، رأيت أنَّ هذه حياتي وعليَّ أن اعيشها كما هي ويحقُ لي أن أبقى سعيدة مثل باقي الشابات حتى لو ولدت مختلفة عنهن.
5. ما هو برأيك ِ أهم شيء بعد البتر؟
اهم شيء بعد البتر أن يكون الشخص الذي فقد أحد أطرافه، يتمتع بثقة كبيرة بالنفس، وأن يتلقى الدعم المناسب من الأهل والأصدقاء دون اي نوع من أنواع الشفقة، ويساعدونه متى احتاجهم لتخطي هذه المرحلة ويكمل حياته كما وان شيء لم يحدث، والأهم أن يتقبل نفسه في المسيرة الجديدة التي كتبت له في الحياة.
6. ما هي النصيحة التي يمكنك أن تعطيها للأشخاص الذين فقدوا أحد أطرافهم؟
اهم نصيحة يمكنني تقديمها لهم هي أن يبقوا أقوياء ويحبوا انفسهم وان لا يعاتبوا احد على ما حصل لهم. يجب أن نتقبل حياتنا وأن نبقى اقوياء ويبقى ايماننا بالله كبير، ونحب انفسنا كما نحن لأن الناس ستحبنا على حالنا، وأن نحول هذه المشكلة الى قوة لنتمكن من اكمال حياتنا فلا احد يعلم ما ينتظرنا غدا.
7. كيف يتفاعل الناس عندما يدركون أن لديك ذراع واحدة فقط؟
في البداية كنت اشعر بشفقة الأخرين تجاهي وخوف الأولاد مني والآن بعدما كبرت وتقبلت فكرة انني خلقت هكذا وسأبقى كما أنا، وانه عليَّ ان أبقى قوية لكي استمر بحياتي، بدأت الناس ترى ثقتي بنفسي وانني تمكنت من تحويل الضعف الى قوة لي ولغيري. دائمًا كنت ارى نظرة الشفقة من غيري، وانا سأصمد لأغيرها، لأن لا أحد كامل في الحياة والشاطر من يتمكن من تحويل الضعف الى قوة.
8 هل تعرضتِ للتنمر من قبل سبب يدك؟
في طفولتي تعرضت كثيرا للتنمر من قبل الاطفال بسبب ان لدي يد واحدة وكنت اعود الى المنزل حزينة ولكن أمي دائما كانت تقول لي من يزعجك اضربيه بيدك وحتى عندما كبرت كنت دائما ارى الشفقة في اعين الناس وكنت احزن كثيرا لأنني لم اكن اعلم لماذا ولدت هكذا.
9 هل شعرتِ يوما كما لو أن أهدافك أو أحلامك في الحياة قد تحطمت؟
لم ارى يوما ان احلامي قد تحطمت كل خطوة كنت اخطيها كانت صعبة ولم اكن اعلم ما ينتظرني في اول سنة لي بالجامعة، بدات افكر بانني لم اتمكن من الصمود ولم اتمكن من العمل كغيري عندما انهي الجامعة بسبب نظرات الناس وحكمها السباق، هنا بدأن أظن أن الحياة ستتغلب علي.
01 إذا كنتِ ستلخص جوهر الجمعية Bionic Family وما تمثله في جملة واحدة ، فماذا ستكون؟
”Bionic Family” هي حلم بالنسبة لي، لطالما كنت اتمنى وجود جمعية كهذه في لبنان، وحتمًا تحقق حلمي، كنت احلم انا اتمكن في يوم من الأيام ان اساعد الأهل والآخرين و الأطفال، واوعيهم بأن الحياة ستكون جميلة امامهم.
كنت اريد ان اتعرف على اولاد مثلي كي أرى كيف يعيشون. هذه الجمعية فتحت امامي باب جديد لكي اتمكن من مساعدة اكبر عدد ممكن من الأولاد ليعلموا انهم لا ينقصون عن غيرهم.
11. نصيحة منكِ لكل مبتوريالأطراف في جميع أنحاء العالم.
لكل شخص ولد او فقد احد اطرافه، لا تستسلم واصمد قدر المستطاع، فالحياة جميلة وعلينا تحويل ما يراه الناس نقصًا الى قوة، وأن نُحب انفسنا لكي يحبنا الناس بعد ان يروا القوة في اعيننا.
علينا ان نبقى سعداء دائما ونتخطى هذه المرحلة ليس من الخطأ ان نحزن، ولكن علينا ان لا نستسلم لهذه المشكلة في حياتنا، علينا ان نعيش حياتنا كغيرنا وان ندرك جيدًا ان لا شيء يستحق الإستسلام في وجه الحياة، كلنا يحق لنا ان نحلم وسنصل الى احلامنا حتى لو فشلنا مراراً وتكراراً.